سارة بهجت مع إنجي محسن ومحمد الباكري
محمد باكري: مساء الخير، انا محمد باكري، عضو من أعضاء «كو-ليكتيڤ». النهارده انا معايا إنجي محسن برضو، عضو تاني من أعضاء «كو-ليكتيڤ». النهارده احنا البودكاست هيبقى مع سارة بهجت، سارة مديرة برامج ثقافية وممكن نبدأ الأول تقولي لنا كده يا سارة عن شغلك أكتر وبتعملي ايه.ا
سارة بهجت: انا اسمي سارة بهجت، أصلًا من اسكندرية ومقيمة في القاهرة بقالي تقريباً عشر سنين دلوقتي. وأنا زي ما انت قولت كده مديرة برامج ثقافية، حالياً بشتغل لحسابي الشخصي، بيسموها مستقلة، حرفيًا ومجازيًا. اشتغلت يعني في الفن والثقافة مع اشكال مؤسساتية مختلفة، وكنت محظوظة يعني إن أنا جربت اشتغل في مجالات كتير؛ الفنون البصرية، موسيقى، فيلم، أدب وهكذا. واشتغلت كمان من الناحية التانية كده من الترابيزة، مش بس الناحية اللي بتنفذ المشاريع أو اللي بتقدم على منحة وكده. بس كمان الناحية التانية اللي هي بتقدم بقى منح إنتاجية مثلًا للفنانين، وبنبص على طلبات التقديم وبنشوف مثلًا إيه الافكار الجديدة والمشاريع اللي تستحق ان هي يعني تاخد منح وهكذا. في السنين الأخيرة هو يعني فيلم والأدب، يعني بحاول دايمًا ان انا عموماً اشتغل مع فنانين أو مع مؤسسات، ان احنا نفكر مع بعض وان انا أخد أفكارهم ونطورها لحد ما نشوفها يعني على أرض الواقع يعني. ا
باكري: أوكيه، لو هنعتبر ان المؤسسات اللي انتي اشتغلتي فيها دي–أو أي مؤسسة في العموم–بتتكون من افراد كتير ومختلفين، بيعملوا حاجات مختلفة جوه المؤسسة أو منهم يعني قائمين على تنسيق البرامج مثلًا. تفتكري إيه ممكن تبقى المقومات أو الخبرات اللي مفروض الأفراد دول تبقى عندهم عشان يقدروا ياخدوا زي قرارات واعية؟ من أول بقى اختيار المواضيع لحد اختيار الفنانين المشاركين في البرامج، أماكن تنفيذ المشاريع وهكذا يعني. ا
سارة: أوكيه. ا
باكري: تفتكري. ا
سارة: طبعًا، على حسب حجم المؤسسة الأول ولو هي لسة يعني في بدايتها ولا بقالهم كذا سنة ولا اية بالظبط. بس خلينا نقول كدة ان يعني المستوى كدة، مقومات لو نقدر نقول أو معايير هي ان هم يكونوا مطلعين جدًا جدًا. يعني يكونوا متابعين إيه اللي بيحصل على الاقل يعني محلياً. وطبعًا لو يا حبذا لو كمان بتابعوا اقليمياً ودولياً يعني إيه اللي بيحصل وايه الإتجاهات اللي حاصلة وايه السياق العام دلوقتي. فميبقوش بس يعني بيفكروا كده يوم بيومه، ان هم يكون عندهم استعداد دايمًا ان الحاجة مش بالضرورة تمشي زي ما مخطط لها يعني، إن دايمًا كده في… ا
باكري: مفاجأت؟
سارة: مفاجات، ممكن تبقى مفاجأت سعيدة وممكن مفاجأت حزينة يعني ممكن دايمًا حاجة تتغير فيبقى عندهم دايمًا المرونة دي إن هم يعني يغيروا كده الخطة الأصلية وميهنجوش تمامًا،. بحس كمان فكرة ان هم يبقوا مستعدين دايمًا أنهم يتقبلوا النقد يعني ودي يمكن مشكلة. طبعًا كل حاجة هقولها النهارده يعني من تجربتي انا الشخصية أو من التجارب اللي انا تعرضت لها فهي ابدأ مش مسلمات يعني لحد بيشتغل في الادارة الثقافية أو حد يعني لسه بيبتدي. بس بحس يعني أنه مفيد يعني على الاقل ليا انا، ان انا اكون دايمًا جاهزة إن انا استقبل نقد واطور من نفسي ومقفش كده في حتة معينة وكده يعني. فده كده زي ما نقول المتطلبات الأساسية، بعد كده بقى كل ما المؤسسة بتكبر طبعًا كل ما في ناس بقى بتقرر ان هي تدرس اكتر الإدارة الثقافية. فيه ناس بتقرر ان هي، زي مثلًا انا دارسة لغات، انا مليش علاقة خالص يعني بس انا قررت أنه أوكيه انا بحب دايمًا احضر فعاليات ثقافية ودي الحاجة اللي بتخليني مبسوطة واحب ان ابقى بشتغل في حاجة تبقى كده دايمًا يعني ملهمة بالنسبة لي. ففي ناس بتقرر يعني أنها تركز في ده اكتر واظن مؤخراً يعني كمان بقى فيه–على الأقل في العالم العربي يعني–برامج اكتر يعني لحاجة زي كده. ا
إنجي محسن: بس قصدك ببرامج حاجات زي تدريب، زي دراسة لأنه برضو ساعات لما بنيجي نفكر فيها حاجة زي الإدارة الثقافية، تنسيق فني، كل الحاجات دي بتعتبر شوية إلى حد كبير مش اختصاص. يعني لحد مؤخراً جدًا في العالم كله مكنش في حد مثلًا بيدرس تنسيق فني، كان القيّم بيدرس تاريخ فن. ا
سارة: صح. ا
إنجي: فزي ما انتي قولتي، انتي درستي لغات. فهل ده قصدك؟ إن بقى في العالم العربي برامج اكتر من الناحية دي؟ ولا برامج اكتر محتاجة يعني وجود اللي هم المديرين الثقافيين؟
سارة: الاتنين حقيقة يعني انا عارفة ان مثلًا دلوقتي بقى فيه ماجستير في الإدارة الثقافية في المغرب. اظن ان ده برنامج–لو انا مش غلطانة–بدأه المورد الثقافي ومهم. ا
إنجي: حقيقي. ا
سارة: فده بقى موجود بس كمان يعني، تاني على حسب الشخص ناوي يتخصص في ايه. يعني انا، في حالتي مثلًا اتعلمت بالتجربة تمامًا يعني، وقعدت كده بجرب هنا شوية وبجرب هنا شوية وبشوف إيه اللي بينفع وبطوره. وطبعًا يعني ده يبقى له علاقة برضو بمديرين المؤسسة يعني عندهم قابلية قد إيه ان هم يدوا مساحة كده للشخص اللي بيشتغل أنه يجرب، فأنا كنت محظوظة فده. فيه مؤخراً بقى–خلينا نقول يعني وانتو برضو اكيد عارفين ان اخر خمس، ست سنين كده–ابتدت الحاجات تبقى سايحة على بعض شوية يعني ابتدى يبقى الإدارة الثقافية جزء من التنسيق الفني جزء من معرفش تنظيم الفعاليات جزء من التواصل وهكذا. فمبقتش عارفة يعني أوي نحط الحاجات فين بحيث طبعًا ان التنسيق الفني كان واخد سكة فنون معاصرة وهكذا الفعاليات أو الإدارة الثقافية بيبقى فيها حاجات اكتر بكتير يعني. ا
إنجي: اعتقد كمان ان اللي خلانا نفكر في السؤال لان احنا بنفكر من منظورنا احنا كفنانين، ان احنا بنحاول نوصل لأرض وسط ما بينا وبين بعض. فاحنا مثلًا واحد من الأمثلة اللي باكري قالها كان اية المقومات اللي عند الأفراد دول اللي يخليهم مثلًا يقدروا يعملوا اختيار الفنانين، أو زي ما انتي قولتي في الأول المشاريع اللي تستحق الدعم. فحقيقي بنقف كتير أوي عند السؤال بتاع اللي هو: هو فعلاً فيه شخص هنا عنده مسئولية معينة ان هو بيعمل اختيارات، فبناءً بقى على أي مقومات أو بناء على أي خبرات أو بناء على أي يعني إيه المعيار اللي بيخليه يقدر ياخد القرار ده ويبقى القرار ده فعلاً مش مبني على أي انحياز يعني لاي حاجة تانية؟
باكري: وحاجة كمان برضو، مثلًا انا معرفش هل ده بيبقى قرار فردي ولا قرار جماعي يعني. هو لو في الاول وفي الاخر على اختيارك كأشخاص أو كمشاريع برامج يعني كمشروع ان هو يبدأ يتنفذ أو نشتغل عليه أو منشتغلش عليه، فاهمة قصدي؟
سارة: أوكيه، سؤال كويس طبعًا. اظن يعني ان هو ده عمره ما بيبقى اختيار فردي، على الأقل برضو تاني في تجربتي يعني. انا لما اشتغلت مع مراكز ثقافية أجنبية في مصر بيدوا مثلًا منح انتاجية لفنانين أو لبرامج يبقى عادةً حسب الاستراتيجية الكبيرة اللي كل المؤسسات بتحطها في أول السنة. أنه مثلا احنا السنة دي عاوزين نستثمر في تلات مشاريع كبار مثلًا، ويبقى جوه التلات المشاريع دول يعني تخصصات متعددة فمنبقاش بس بندي كله في السينما. فدي بتبقى مثلًا الرؤية الكبيرة وبعدين، بعدها بقى بنبتدي نستقبل المقترحات سواء لو في دعوة مفتوحة أو لو بيجيلنا يعني حاجات من غير ما يبقى لها دعوة مفتوحة ونشوف. بنقعد مع بعض ونشوف المشروع زي ده هل هو حاجة مرتبطة بالسياق اللي احنا فيه؟ ليها معنى؟ فايدتها قد ايه؟ هتأثر سواء يعني حاجة بغرض الإنتاج أو بس عن طريق التعاون نفسه أو عن طريق ان انتوا يعني، بندي كده، بنحط كده البذرة الأولانية وبعدين هم ياخدوا المشروع ويكملوا بعد كده. فدي طبعًا يعني بتبقى متعلقة برؤية المؤسسة الكبيرة وبتبقى ليها علاقة بخبراتنا احنا. لو احنا مثلًا تلاتة في قسم الثقافة والفنون، حد مثلًا مركز أوي أوي بيبقى في الموسيقى وحد مركز في السينما وهكذا وكل حد بقى بيشوف على حسب برضو متابعته وخبرته في المجال يعني. طبعًا هي مسئولية كبيرة أوي أوي لان انتي برضو بتحددي في الاخر مين هيشتغل ومين مش هيشتغل السنة دي ومش دايماً برضو عشان اكون صريحة بيكون الناس اللي هم بياخدوا قرار زي ده. ا
باكري: اه، فاهم. طب انا عندي سؤال سريع بس. تفتكري هل بيفرق، هل مثلًا بيحصل نوع من البحث الداخلي أو بيحصل مثلًا زي نوع بحث ما أنه تشوفوا هل في مشاريع زي دي تم دعمها قبل كده وهل ده بيفرق في قرار ان المشروع يحصل أو لا؟ هل لأنه علشان محصلش قبل كده فيبقى في احتياج ليه اكتر؟ فاحتمالية الدعم ممكن تزيد؟ ولا هو القرار النهائي بيرجع للمقترح المتقدم بصرف النظر إيه اللي بيحصل في المجال يعني أو اتعمل زيه أو لا وشبهه أو لا وكده؟
سارة: موضوع البحث الداخلي ده انا بشوف ان هو يعني حاجة اساسية جدًا في اي حد بيشتغل في المجال ده لأنه بيبقى فيها طبعًا اعتماد كبير على الشبكة كمان اللي الشخص كونها على مدار سنين. فبيبقى دايمًا متابع إيه الحاجات الجديدة اللي بتحصل وايه الحاجات اللي ذات صلة والمفروض يعني المنح تروح لها. وتشوف إن هو يعني من ضمن المقومات–زي ما كنتوا بتسألوا في الأول على المقومات اللي لازم تكون في العاملين الثقافيين–يعني ان هو يكون فيه دايمًا كده اطلاع وفيه بحث داخلي على حتى الحاجات اللي هي مش بالضرورة تكون يعني عارفين عنها أو الفرصة الجديدة وهكذا. بس ده يعني برضو في الاخر خالص بيعتمد على نوع المؤسسة، هل احنا بنتكلم على المؤسسات المانحة؟ الجهات المانحة اللي هم مثلًا بيبقوا حاطين ان المنحة دي ليها دافع معينة وليكن المتضررين مثلًا من كوفيد، أو الناس قفلت في السنتين اللي فاتوا الأماكن الثقافية بتاعتهم فده لدعم الأماكن الثقافية. أو طبعًا في نوع التاني اللي هو المراكز الثقافية الاجنبية اللي هي بيبقى الشرط الاساسي تعاون بين مصر وبلد دي أو دي. فدى بيبقى اللي هو المعيار الأول كده ان هل فيه فعلاً تعاون ثقافي حقيقي؟ وبعدين بقى بقية المعايير ان هل المشروع ده حصل قبل كده ولا لأ؟ طب فيه حاجة مبتكرة ممكن تضيف شيء ما لو تم دعمه وهكذا. وبقيت بقى المعايير التانية كلها احنا بنتكلم عن أي نوع من أنواع المؤسسات؟
باكري: أوكيه. ا
إنجي: اعتقد يمكن كنا بنتكلم عن، عشان غالبًا مهما كان نوع المؤسسة في غالب الأحوال بيكون فيه جزء جوه المؤسسة عنده إتاحة لفلوس معينة أو من مصادر معينة وبرضو يبقى عنده تاني مسئولية بتاعة ان هو يقدر يوزعها على الأفراد أو المشاريع أو المؤسسات التانية الأصغر وهكذا. فمكنش بالضرورة السؤال عن المؤسسات المانحة يعني، بس هو طبعًا يعني اجابتك بتجاوب جزء كبير من التفكير جوه المؤسسات دي بيمشي ازاي وده بيخليني عاوزة ارجع بس لنقطة اتكلمتي فيها قبل كده. وهي أنه إن انتي اشتغلتى تحت طرق إدارة مختلفة بحكم ان انتي اتحركتي ما بين أشكال مؤسسات مختلفة يعني. وفي بعض الاحيان حتى طرق الادارة دي بتبقى جوه نفس المؤسسة بسبب تغيير المكان، المؤسسة، شكل المؤسسة وهكذا. فأنا عاوزة اسأل تفتكري مين اللي بالفعل بيبقى مسئول عن اتخاذ القرارات أو بمعنى اصح يعني لاي مدى المديرين بتوع المؤسسات بيكون ليهم يد في العملية دي؟ يعني بشكل مباشر، بشكل مش مباشر، المسئولية بتبقى متوزعة، أو إن دي سيناريوهات كلها بتحصل يعني؟
سارة: لا طبعًا، المديرين يعني هم اللي ممكن يخلوا تجربتك ممتازة أو جحيم، يعني حرفياً. يعني انا بعتبر نفسي محظوظة حقيقة لأن انا يعني اشتغلت في تاون هاوس من ٢٠١٤ - ٢٠١٨ ودول يعني كده كانوا، خلينا نقول كده جزء من سنين تاون هاوس الذهبية. يعني مش زي قبل كده بس يعني كانت لحظة مهمة يعني في كارييري واقصد ان كانت لحظة كمان فارقة في مصر يعني ٢٠١٤، وكنت محظوظة كمان ان انا جوه مؤسسة كبيرة زي كده. غيرت دوري كذا مرة، يعني الأول كنت مديرة إنتاج وبعدين بقيت مبرمجة وبعدين بقيت مديرة برامج في الاربع سنين دول. وجزء يعني من الحاجة اللي خلت يعني خبرتي تزيد هي إن انا كان عندي المساحة دي في إن أنا اجرب واتناقش مع زمايلي واتناقش مع مديري ساعتها ويليام ويلز ونشوف مع بعض إيه المناسب دلوقتي وايه اللي مش مناسب دلوقتي. بس مكنش فيه كده زي «لا مش هينفع نعمل ده» يعني. أو يمكن ده حصل في الاخر خالص يعني لما ابتدى يحصل تضييق معين على المؤسسات الثقافية اللي في وسط البلد عموماً. فده إداني كمان الفرصة ان انا اتعلم يعني واجرب واشوف إيه يعني إيه اللي انا اعرف اعملة ، فاهمني؟ بس يعني صاحب القرار في الأول وفي الاخر بيبقى طبعًا المؤسس أو مدير أو مديرة المؤسسة. وهم اللي عليهم مسؤولية كبيرة ان هم يعني يخلقوا كده زي تجربة حياتية مناسبة، تجربة شخصية للي بيشتغلوا في المؤسسة فيحسوا انهم اولاً عندهم ملكية ما، ان هم مش بيعملوا حاجة زي كده عشان هم بيشتغلوا في المكان، بس عشان هم جزء من المكان وجزء من رؤية المكان وإن هم بيمثلوا المكان حتى لو هم برة الشغل بيحضروا معرض تاني أو .... حد أو هكذا. وبرضو لما يبقى حد يعني كده تفتح في المشاريع ودايمًا مطلعين ودايمًا عارفين إيه اللي بيحصل مبيبقاش عندهم التخوف الفظيع انهم يعملوا حاجة برة التعليمات تمامًا. فبرضو فكرة كده الإنفتاح دي ساعات بتساعد إن هي المؤسسة متبقاش يعني عالقة كده في جزء معين مش عارفة تطلع منه يعني. برضو مكنش كل تجاربي سعيدة، يعني برضو كان عندي تجارب تانية كنت بشتغل شغلانات مثلًا بحس فيها ان هو «لا، يعني للأسف الشديد احنا مرتبطين باستراتيجية». فيه لسه مجال للتجريب بس المجال ده محدود. وده برضو كان مفيد ليا ان انا ازاي يعني اتعلم شوية التزام يعني إن انا مش لازم الحاجات تبقى سايحه أوي أوي كده على بعضها. فيعني في الأخر خالص طبعًا المدير أو المديرة هم اللي ليهم مسئولية. بتفرق جدًا جدًا هم طبيعية شغلتهم ايه، اهتماماتهم ايه، تفرق كمان طرق الإدارة نفسها، ان هي مثلًا بيدوا المساحة دي للموظفين أو اللي بيشتغلوا في المكان ولا الموضوع علاقة تراتبية بحتة. ا
باكري: طب سارة انا عاوز ارجع لموضوع الفترة اللي اشتغلتي فيها في تاون هاوس لأن دي برضو فترة فارقة يعني تمامًا. كنت يعني عاوز اعرف إيه أو هل التحديات اللي ممكن توجه مؤسسة، ممكن تأثر على التلقي بتاع جمهور المشاريع دي؟ أيًا كان السبب ده بقى بشكل إدارة داخلية أو بسبب توجه، أو بسبب مشاكل ممكن تخلي توجه المؤسسة يأثر على تلقي الناس للمشاريع. ولا بيحصل، العواقب بتحصل إزاي يعني أصلًا؟
سارة: انا شايفة ان هو سبب من اسباب ان تاون هاوس كان له الاسم الكبير ده والموروث الفظيع ان هم من أول لحظة قرروا ان هم يعني يستثمروا في الجمهور في موضوع ان انت تفهم المجتمع المحيط بالمكان وتخلي طبيعة البرامج تستقطب يعني كل الأفراد. اظن ان هو ده يعني اشطر حاجة كان تاون هاوس –مش دايمًا ها– يعني خلينا نقول ان هو كان فيه سنين في الأول من التخبط وبعدين عرفوا شوية وهكذا بس. ا
باكري: طبعًا، كان فيه منحنى تعلُّم يعني. ا
سارة: تمامًا ويعني بصراحة شديدة يعني، فيه جملة كده دايمًا انا بفتكرها يعني، كانت كيوريتور من ضمن الكيوريتورز اللي بيشتغلوا في المكان «سارة رفقي» كانت بتقولها ان يعني التاون هاوس عامل زي القطر كده ناس كل شوية بتنزل وناس بتطلع، بس القطر شغال كده كده. لغاية يعني الاحداث المؤسفة يعني لما المكان يعني اتقفل أو يعني حصلت الظروف المؤسفة بتاعة وفاة الشريك وسفر الشريك الآخر. بس يعني خليني أقول لكم إن في السنين اللي انا كنت شغالة فيها، احنا طبعًا يعني عدينا بعقبات كتيرة إن هو المكان في لحظة من اللحظات اتشمع ولحظة تانية لما رجعنا اشتغلنا تاني جزء من العمارة اتهد أوكيه. فده يعني خلى كيان المؤسسة كده يتغير بشكل كبير. وأظن انا فاكرة كويس أوي اللحظة دي يعني، ان هو المعرض يعني فتحناه في ٢٠١٦ في «الفاكتوري (المصنع)» كان فيه ناس كتيرة جدًا جدًا جدًا مش مهتمة خالص بالفن المعاصر ولا بالفنون البصرية بس كانوا جايين بس علشان تاون هاوس فتح تاني وكانوا شايفين يعني ان وجودهم في لحظة زي دي يعني حاجة كدة رمزية انهم بيقولوا انه احنا جينا نشجع. ا
إنجي: موجودين. ا
سارة: اه واحنا عاوزين المكان يرجع يفتح تاني وهكذا وهكذا. ودي يعني كانت بالنسبة لي هي كده اللحظات اللي بتحسسني ان هو أوكيه احنا بنعمل حاجة ليها لازمة فعلاً أو أنه مش بالضرورة يعني ان احنا نكون بس حتة اللي هي النخبوية اللي هي بتاعة الفن المعاصر وهكذا يعني. وفاكرة بقى يعني لحظات كتيرة ممكن احكيلكوا يعني في الاربع سنين دول يعني بس انه، انا شايفة يعني ان هو يعني الجمهور ذكي جدًا جدًا. لو طبعًا المؤسسة عملت الواجب ده بتاع ان هم يعرفوا مين الجمهور بتاعهم وده اللي كان تاون هاوس عرف يعمله إن هو روابط كان جمهور المسرح، المكتبة كان ليها جمهورها، المعارض كان ليها جمهورها وفيه ناس بقى كانت بتيجي على حس الحاجات يعني. اللي هو إيه ده، ده فيه فيلم طب وفيه حفلة بالمرة طب احنا هنقعد يعني. مش عاوزة ابقى بتكلم يعني بشكل فيه حنين للماضي أو حاجة زي كده بس يعني دي كانت تجربتي. ا
إنجي: أنا عندي سؤال تاني وهو جزء فضولي شوية، انا طول عمري بفكر فيه. يعني انا بحس أنه ظروف العمل جوه الفن في العموم دايمًا فيها نوع من الهشاشة ودايمًا فيه ظروف شائكة وزي ما انتي قولتي الجملة بتاعة سارة رفقي بتاعة أنه قطر والناس تنط وتركب يعني بتدخل شوية وتخرج شوية. بس ده معناه أنه الظروف على طول بتتغير وفي حالة كده من عدم الاستقرار. فأنا بحس احنا كفنانين بنستحمل حاجة زي كدة عشان في الاول وفي الاخر الممارسة هي شخصية وذاتية جدًا. بس بالنسبة بقى للناس اللي هم العاملين الثقافيين بكل اشكالهم وانواعهم بحس إيه في الاخر الدافع أو الحافز اللي بيخليهم يفضلوا يشتغلوا ويقبلوا الظروف اللي بتبقى صعبة جدًا في الشغل دي. لان هو في الاول وفي الاخر هو بالنسبة له هو شغل بيعمله كأنها أي وظيفة بيروح في ميعاد الصبح، بيمشي اخر اليوم. بس فعلاً إيه اللي بيخليه عنده الدافع إن هو يقدر يكمل تحت ظروف صعبة زي كده؟
سارة: يعني هو ده تقريباً اللي انا كنت بقوله في الأول خالص ان موضوع ان هو لما كنتوا بتسألوني إيه المقومات اللي لازم تكون في اللي هتشتغل في شغلانات زي دي، ان هم يكونوا دايمًا عارفين ان الخطة مش لازم تتحقق يعني. هتكلم عن نفسي مش عارفة الناس التانية ايه. بس يعني انا بالنسبة لي اللي كان يعني بيديني الحافز ده هو ان انا بشوف يعني ان التعب ده كله في الاخر له لازمة يعني، أو قصدي يعني، ومكنتش دايمًا حاسة بكده يعني طبعًا. أوكيه ٢٠١٤ انا فاكرة ان هو البرنامج كان دايمًا بيتكون من أنه لازم كل شهر يطلع معرض، «أرتيست توك (حوار مع فنان)»، عرض في المكتبة، عروض افلام في المكتبة وحفلة. وده كان كل شهر يعني اللي هو بلا توقف. فطبعًا كنا احنا ساعتها فريق صغير يعني بنتكلم على اربع خمس بني آدمين وطبعًا فريق المديرين الفنيين والفنيين وهكذا. كان بيطلع عيننا وكنا ساعات حتى بنقول احنا ليه لازم نطلع معرض كل شهر؟ ده كتير جدًا جدًا وبياخد شغل كتير وحتى مش بندي فرصة للجمهور ان هم يتفرجوا على الحاجة ويتفاعلوا مع الحاجة وكدة. بس مع كل يعني التفكير وكل التعب والتخطيط لما بتحصل بقى الحاجة يعني قدامي بحس في الاخر خالص أنه أوكيه، هي كانت تستحق ده، من غير ما ابقى يعني كده حالمة جدًا. بس يعني حاسة كمان ان هو في الاخر خالص لو المشروع حقق فايدة أو يعني ليه لازمة بالنهاية هي دي دايمًا بالنسبة لي انا حتى كعاملة ثقافية يعني هو ده الخط الفضي. ا
أنجى: المغزى؟
سارة: اه، هو، هل الحاجة دي مش هتغير حياة حد اكيد، بس يعني هل هي ليها اي لازمة في الموضوع؟ هل كل التعرض للمخاطر اللي هي ليها علاقة بإن المؤسسة تقفل متقفلش، امنياً، مش عارفة ايه، مفيش تمويل، مفيش مش عارفة ايه، طيب أوكيه بس لو عملنا برنامج مصغر، الجمهور لسه هييجوا وهيفهموا حاجة زي دي؟ هيتفاعلوا معاها؟ وهكذا بيتهيألي هو ده اللي في الاخر خالص بيخلينا نشتغل يعني الشغلانة دي. ا
إنجي: بس انا بقى عايزة ارجع بقى للحاجة اللي انتي قولتيها دلوقتي. لو انتي بقى هتبقي حالمة، يعني فعلاً لازم نتكلم على سيناريو افتراضي تمامًا. نفترض ان انتي لقيتي نفسك في يوم من الأيام في منصب كده بتاع مديرة مؤسسة، تمام؟ إيه بقى اللي هتعمليه بشكل مختلف أو إيه المنهج اللي هتمشي عليه؟ مع العلم ان عندك كامل الحرية والصلاحيات، يعني الحد هو السماء في اللحظة دي يعني عندك كل حاجة. ا
باكري: إنسي كمان الواقع. ا
إنجي: أه. ا
باكري: يعني متفكريش ان الواقع كذا، فأنا اختياراتي هتبقى كذا. ا
سارة: يعني لا محبش يعني بس اذا حصل يعني، يعني بيتهيألي الحاجة اللي فرقت معايا جدًا جدًا ان انا احاول يعني استثمر في الناس اللي بيشتغلوا معايا. زي ما قلت كده يعني يبقى عندهم تجربة شخصية يحسوا فيها ان هم عندوهم البراح ده ان هم يعملوا حاجة وان هم يعملوا يعني يجربوا ويغلطوا ويتعلموا وهكذا يعني. بحيث ان هو ده في الاخر خالص اللي بيفرق يعني انك تستثمري في بني آدمين، انتي تعملي برامج ليها لازمة. بيتهيألي مش هعطل جامد في فكرة ان انا اللي المؤسسة وأنا المديرة الوحيدة للمكان لان هي دي برضو، اظن لو هناخد يعني دراسة حالة في مصر على الاقل ان هو دي مشكلة كتير من المؤسسات. موضوع المدير أو المديرة الواحدة وده يمكن اللي بيخلي استمرارية المؤسسات مش دايمًا حاجة بتحصل لأنه بسفر الشخص أو وفاته أو اي حاجة أو هم مثلًا قرروا أنه لا خلاص مش عاوزين نكمل يعني المؤسسة بتقع وحتى لو حاولوا انهم يلاقوا اشكال تانية. في الاخر خالص الناس لما هتتكلم على «كو-ليكتيڤ» هيقولوا مثلًا اه ده اللي فيه إنجي محسن، اه ده اللي فيه محمد باكري. فاظن ان هو ده يعني برضو حاجة يعني احنا لسة واقفين عندها شوية سواء بس يعني في الثقافة أو الفنون أو حتى في مجالات تانية. أنه بنربط المؤسسة بالاشخاص بيتهيألي دي يعني غلطة كبيرة أوي أوي. أحاول كده على قد ما اقدر الموضوع يبقى أفقي يعني زي ما بيقولوا. ا
إنجي: بس انتي حاسة أنه المشكلة بتبقى لما المؤسسة بتتربط بفرد واحد فهي بتبقى لما الفرد بيعطل، المؤسسة بتعطل بالكامل، ولا أنه ارتباط المؤسسة بكذا فرد؟ فمثلًا بالنسبة لنا جوه «كو-ليكتيڤ» احنا خمسة بنحاول، مش بقول ان احنا بننجح في ده، بس بنحاول على قد ما نقدر ان هي مبتقفش عند واحد فينا. بمعنى انه انا النهارده والله تعبت، عندي صداع، مش هعرف احضر الاجتماع الفلاني، عارفة ان مين هيقدر يدخل بدالي، يسد الاحتياج ده، بحيث أنه المسئولية تتوزع، الاهمية بتاعة وجود كل شخص جوه «كو-ليكتيڤ» بتتوزع. هل انتي حاسة ان هي الموديل بتاع العرض الفردي وإلا أنه بغض النظر حتى لو هي المؤسسة جواها أفراد كتير ان هنا دايمًا مرتبطين برضو اسمهم بالمؤسسة؟
سارة: لا يعني هو طبعًا، عشان ابقى باينه في الاخر خالص لازم المؤسسة هترتبط باسم الأشخاص يعني اللي بيشتغلوا فيها. فده جزء يعني من اللي هو، عارفة الجملة اللي هي «انت اللي بتعمل الشغل، مش الشغل اللي بيعملك»؟ كلنا بنحاول طبعًا ان احنا نعمل ده بس يعني صعب يعني بس. لا، انا أظن ان هو موضوع أنه الربط بفلان أو علان يعني هو ده الأزمة الكبيرة ان هي يعني، وعادةً كمان بيكونوا المؤسسين أو الشركاء يعني هم دول اللي بيبقوا الممثلين عن المؤسسة في أي مكان. ودول اللي هو حصل اي حاجة واظن يعني ان عندنا تجارب كتيرة لده بدون ذكر اسماء، ان مجرد ما هم مش موجودين، خلاص… ا
سارة بهجت، مديرة برامج ثقافية تعيش ةتعمل في القاهرة، ولديهاخبرة واسعة في مجالات السينما والأدب والفنون البصرية والموسيقى. أثناء تنسيق البرنامج العام في المؤسسة الفنية الرائدة في مصر «تاون هاوس جاليري» (٢٠١٤-٢٠١٨)، قامت بتنظيم «صالون تاوس هاوس»، وهي سلسلة شهرية من النقاشات الأدبية مع فنانين وكتاب ومؤرخين ثقافيين ونقاد. بعد تلك الفترة وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عملت سارة كمديرة مشروع في وحدة الفنون والثقافة في «المبادرة الدنماركية المصرية للحوار»، وهي منظمة حكومية دولية تأسست لتعزيز التبادلات الثقافية بين مصر والدنمارك. سمح لها منصبها كمبرمجة أفلام في «المعهد الهولندي الفلمنكي بالقاهرة» بمتابعة شغفها بالإنتاج السمعي البصري المستقل. في الوقت الحالي، تعمل سارة بشكل مستقل مع الفنانين والمؤسسات على تطوير مجموعة متنوعة من البرامج الثقافية الهامة والتي تشتبك مع السياق والمجتمع.
ا